أحمد ساجد لوموند24
في تطور مفاجئ أثار جدلًا واسعًا بين عشاق الفن الشعبي المغربي، أُعلن عن إلغاء الحفل الفني المنتظر الذي كان من المقرر أن يجمع نجمي الطرب الشعبي نجاة عتابو وعبد العزيز الستاتي، ضمن فعاليات الدورة الأولى من مهرجان “فوزيون” بمدينة طنجة، يوم الثلاثاء 24 يونيو 2025.
وبينما أرجعت ابنة الفنانة نجاة عتابو، التي تشغل منصب مديرة أعمالها، سبب الإلغاء إلى “عدم احترام إدارة المهرجان لبنود العقد”، خرج السيد سعدان، مدير مهرجان “فوزيون”، ببيان رسمي لتكذيب هذه الاتهامات، مدعومًا بوثائق وحجج قانونية تهدف إلى توضيح الحقائق وإعادة الاعتبار لسمعة المهرجان.
بيان إدارة المهرجان: التزام كامل بالعقود
في تصريح حصري، نفى السيد سعدان، مدير مهرجان “فوزيون”، جملة وتفصيلًا الاتهامات التي وجهتها إدارة الفنانة نجاة عتابو، مؤكدًا أن إدارة المهرجان التزمت بجميع بنود العقد المبرم مع الفنانين.
وقال سعدان: “نحن في إدارة مهرجان ‘فوزيون’ حريصون على احترام التزاماتنا التعاقدية مع جميع الفنانين المشاركين، وقد تم الوفاء بكافة الشروط المالية واللوجستية المتفق عليها مع كل من نجاة عتابو وعبد العزيز الستاتي”.
وأضاف أن الإلغاء جاء نتيجة ظروف طارئة خارجة عن إرادة الإدارة، مشيرًا إلى أن الوثائق التعاقدية، التي تشمل الاتفاقيات الموقعة والمراسلات الرسمية بين الطرفين، تثبت التزام المهرجان بكافة التفاصيل.
وثائق وحجج لدعم الموقف
قدم السيد سعدان، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح الأربعاء 25 يونيو 2025، مجموعة من الوثائق التي تضمنت:
نسخة من العقد المبرم: يتضمن الشروط المالية والفنية المتفق عليها، بما في ذلك دفع مقدم الأتعاب لكلا الفنانين قبل موعد الحفل، وهو ما تؤكده إيصالات التحويل البنكي.
وأشار سعدان إلى أن هذه الوثائق ستُنشر بشكل كامل على الموقع الرسمي لمهرجان “فوزيون” لضمان الشفافية، داعيًا وسائل الإعلام والجمهور إلى الاطلاع عليها للتحقق من صحة موقف الإدارة.
ردود الفعل: استياء الجمهور وتضارب الروايات
أثار إلغاء الحفل موجة من الاستياء بين الجمهور الذي كان يترقب هذا الحدث بشغف، خاصة أن مهرجان “فوزيون” في دورته الأولى كان يهدف إلى إحياء المشهد الفني في طنجة من خلال تقديم عروض مميزة تجمع بين نجوم الطرب الشعبي.
وقد تفاعل العديد من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي، معبرين عن خيبة أملهم، بينما طالب البعض بتوضيحات رسمية من كلا الطرفين.
من جانبها، أثارت تصريحات ابنة نجاة عتابو، التي أشارت إلى “عدم احترام بنود العقد”، جدلًا واسعًا، حيث اعتبر البعض أنها تلمّح إلى تقصير مالي أو تنظيمي من قبل إدارة المهرجان. ومع ذلك، يبدو أن البيان الصادر عن السيد سعدان يهدف إلى دحض هذه الادعاءات.
موقف الفنانين: صمت الستاتي وتأكيد الحماس من عتابو
حتى الآن، لم يصدر الفنان عبد العزيز الستاتي أي تعليق رسمي بشأن الإلغاء، مما زاد من التكهنات حول موقفه من القضية.
أما نجاة عتابو، فقد أكدت ابنتها في مقطع فيديو نُشر على إنستغرام أن الفنانة كانت متحمسة للقاء جمهورها في طنجة، وأنها وصلت إلى المدينة يوم الإثنين 23 يونيو 2025، مستعدة لتقديم عرض مميز. وأضافت أن نجاة عتابو تشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب الإلغاء، لكنها ملتزمة بالتواصل مع جمهورها في مناسبات قادمة.
مهرجان “فوزيون”: بداية صعبة وطموحات كبيرة
تُعد الدورة الأولى من مهرجان “فوزيون” محاولة طموحة لتعزيز المشهد الثقافي في طنجة، من خلال تقديم فعاليات فنية تجمع بين التراث الشعبي المغربي والعروض المعاصرة.
ومع ذلك، فإن هذا الإلغاء المفاجئ للحفل يعود إلى رفض الفنانة نجاة عتابو قبول شيك مالي قدّمته الإدارة كجزء من الالتزامات المالية المنصوص عليها في العقد. ويُزعم أن هذا الرفض تم دون مبرر قانوني، مما أثار استياء المنظمين الذين يؤكدون أن الشيك كان صالحًا ومدعومًا برصيد كافٍ.
واعتبرت إدارة المهرجان هذه الخطوة خرقًا لبنود العقد، التي تنص على قبول الدفعات بالطرق المتفق عليها، بما في ذلك الشيكات البنكية، مما دفعها إلى اتخاذ قرار الإلغاء في اللحظة الأخيرة.
وفي سياق متصل، أكد السيد سعدان أن إدارة المهرجان التزمت بتعويض الجمهور الذي اشترى تذاكر الحفل الملغى.
خاتمة: دعوة إلى الشفافية والتعاون
يبقى إلغاء حفل نجاة عتابو وعبد العزيز الستاتي حدثًا مؤسفًا ألقى بظلال من الإحباط على جمهور طنجة، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن التحديات التي تواجه تنظيم الفعاليات الفنية الكبرى في المغرب.
ومع تأكيد إدارة مهرجان “فوزيون” على التزامها بالشفافية من خلال تقديم الوثائق والحجج، يبقى الأمل معلقًا على تجاوز هذه الأزمة من خلال تعاون بنّاء بين الفنانين والمنظمين، لضمان استمرارية مثل هذه المبادرات الثقافية، وتعزيز مكانة طنجة كوجهة فنية وثقافية رائدة.
