عقد وفد من الفاعلين في قطاع المواشي واللحوم بالمغرب، خلال هذا الأسبوع، لقاءات مهنية مهمة بمقر غرفة التجارة العربية البرازيلية في مدينة ساو باولو، وذلك بهدف استكشاف آفاق جديدة للتعاون مع مصدّري المواشي واللحوم في البرازيل، خاصة في ما يتعلق باستيراد الماشية الحية واللحوم المجمدة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء التابعة للغرفة.
وشكّل الاجتماع مناسبة لطرح أبرز الإشكالات التي يواجهها قطاع الثروة الحيوانية في المغرب، وفي مقدمتها الصعوبات المرتبطة بتوفير الماشية واللحوم للسوق المحلي، وارتفاع كلفة الاستيراد، إلى جانب الاعتماد الكبير على وسطاء في عمليات التوريد، وهو ما يسعى الفاعلون المغاربة إلى تجاوزه عبر إقامة شراكات مباشرة مع المورّدين البرازيليين.
وفي هذا السياق، أجرى الوفد المغربي زيارات ميدانية لعدد من شركات ومزارع تربية المواشي في ولاية ساو باولو، ولا سيما في مدينتي “برزيدنتي برودنتي” و”باريتوس”، حيث تم الاطلاع عن قرب على طرق تربية المواشي وظروف الإنتاج.
وأكد محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، أن البرازيل تُعد من أبرز الدول المصدّرة عالميًا للماشية واللحوم، وتوفر منتجات ذات جودة عالية تستجيب لحاجيات السوق المغربية، معربًا عن تفاؤله بإمكانية توقيع اتفاق تجاري مباشر مع أحد الموردين البرازيليين مطلع الأسبوع المقبل.
وأوضح جبلي أن المستوردين المغاربة اعتادوا على التعامل مع السوق البرازيلية عبر وسطاء، إلا أن التوجه الجديد يقوم على بناء علاقات مباشرة مع المصدرين، ما من شأنه تقليص التكاليف وضمان مزيد من الشفافية والفعالية في التوريد.
من جانبهم، أشار مسؤولو غرفة التجارة العربية البرازيلية إلى الإمكانات الكبيرة التي توفرها ولاية “بارا” شمالي البرازيل، ثاني أكبر منتج للماشية الحية في البلاد، والتي تصدر أساسًا إلى مصر وسلطنة عمان، مؤكدين أن المغرب يتمتع بقرب جغرافي أكبر من الولاية مقارنة بهذين البلدين، وهو ما يتيح فرصًا واعدة للاستيراد بأسعار وشروط تنافسية.
كما اقترح مسؤولو الغرفة تنظيم بعثة مغربية تضم مستوردين ومستثمرين في قطاع اللحوم إلى البرازيل خلال شهر شتنبر المقبل، بهدف فتح قنوات تواصل جديدة مع الشركات المحلية بولاية “بارا” وتعزيز العلاقات التجارية الثنائية في هذا المجال الحيوي.
وكشفت المعطيات الصادرة عن غرفة التجارة العربية البرازيلية أن الصادرات البرازيلية نحو المغرب تجاوزت سنة 2024 ما قيمته 1.395 مليار دولار، بزيادة قدرها 12% مقارنة مع سنة 2023، بينما بلغت واردات البرازيل من المغرب حوالي 1.387 مليار دولار، مسجلة تراجعًا بنسبة 1.7%.
أما بخصوص اللحوم، فقد أظهرت بيانات جمعية مصدّري لحوم البقر البرازيلية (ABIEC) أن المغرب استورد حوالي 716 طنًا فقط من اللحوم البرازيلية منذ بداية السنة الجارية، مقارنة بـ1558 طنًا سنة 2023، وأكثر من 2800 طن في سنة 2022، ما يؤكد تراجعًا لافتًا في الكميات المستوردة ويزيد من أهمية البحث عن شراكات أكثر استدامة.
