
مدينة بنسليمان، رغم موقعها القريب من محور اقتصادي مهم يربط بين الدار البيضاء والرباط، ما زالت تعيش نوعاً من “العزلة التنموية”. لا مصانع، لا شركات، لا استثمارات كبرى، والنتيجة؟ شباب تائه بين البطالة، واليأس، والحلم بالرحيل.
هذا الوضع يطرح سؤالاً مؤرقاً: لماذا بقيت بنسليمان خارج خريطة التنمية؟ وكيف يمكن إنقاذ شبابها من هذا المصير الغامض.
من يتجول في بنسليمان يلاحظ هدوءها… هدوء يشبه السكون، أو لنقل، يشبه غياب الحياة الاقتصادية. لا وجود لمنطقة صناعية نشطة، لا مشاريع كبرى، ولا مقاولات توظف اليد العاملة. ما يوجد هو بعض المحلات الصغيرة، تجارة محدودة، وعدد كبير من الشباب العاطل.
رغم المؤهلات الطبيعية والزراعية التي تزخر بها المنطقة، لم يتم استغلالها بشكل فعّال. وحتى المشاريع الفلاحية تبقى مشتتة وغير منظمة، ما يجعلها غير قادرة على خلق فرص شغل حقيقية.
في غياب الفرص، لم يعد أمام الشباب سوى خيارين: إما الهجرة نحو المدن الكبرى بحثاً عن العمل، أو البقاء في المدينة والوقوع في دائرة البطالة والفراغ. وهذا الفراغ يؤدي في كثير من الأحيان إلى مشاكل اجتماعية، كالإدمان، والانحراف، أو السقوط في فخ الهجرة غير النظامية.
الحلول لا تحتاج إلى معجزة، بل إلى تحرك حقيقي من المسؤولين والفاعلين المحليين:
1. خلق منطقة صناعية حقيقية: مجهزة، مربوطة بالطرق، وتستقطب المستثمرين بتسهيلات ضريبية.
2. تشجيع المقاولات الصغرى: عبر تمويلات، تكوينات، ومواكبة إدارية وقانونية.
3. تنمية القطاع الفلاحي: من خلال التعاونيات، وتشجيع الصناعات الفلاحية التحويلية.
4. فتح مراكز للتكوين المهني والتقني: لتأهيل الشباب حسب متطلبات سوق الشغل.
5. استقطاب مشاريع الدولة: مثل معامل، شركات لوجستيك، أو مراكز خدمات.
بنسليمان لا ينقصها الذكاء ولا الطاقات، بل تنقصها الإرادة السياسية والمبادرات الجادة. إنقاذ المدينة مسؤولية جماعية، تبدأ من الجماعة وتنتهي عند أعلى سلطة في البلاد. أما الاستمرار في تجاهل الوضع، فثمنه سيكون باهظاً، يدفعه شباب في عمر الأمل