في الوقت الذي يُنتظر فيه من المشهد الثقافي المغربي أن يكرّم كل من يسهم في حمل هوية الوطن، يخرج صوت الفنان كمال الطالياني من عمق المهجر ليدق ناقوس الخلل، مطالباً بإنصاف الفنانين المغاربة المقيمين بالخارج، والذين يُقصَون من الفعل الثقافي داخل بلدهم الأم.
الطالياني، المعروف بتفانيه في صون التراث الشعبي وبصوته المميّز في فن “العيطة”، جاب مسارح أوروبا حاملاً معه هوية مغربية أصيلة، لكنه لا يزال، حسب تعبيره، يواجه تجاهلاً في وطنه، حيث المشاركة في التظاهرات الفنية نادرة، وإن حدثت، فهي بدعوات فردية لا ترقى إلى مستوى التقدير الذي يستحقه.

في تصريح خصّ به إحدى الجرائد، عبّر الطالياني عن مرارة الإقصاء، موضحاً أن ما يحدث ليس حالة فردية، بل يُجسّد غياب إرادة مؤسساتية لاحتضان فنانين المهجر. وأشار إلى أن الوسط الفني بات رهينة لوبيات من “السماسرة” و”الوسطاء” الذين يوجّهون الدعوات وينسّقون البرامج بعيداً عن مبدأ الاستحقاق.
رسالة الطالياني ليست صرخة يأس، بل نداء من أجل تكافؤ الفرص، واحترام الكفاءة، وخلق فضاء يتسع لكل مبدع غيور على ثقافته، أينما كان. فالفنانون في المهجر، رغم البعد، لا يزالون يحملون المغرب في قلوبهم، ويسعون لإبراز صورته الثقافية أمام العالم.
وفي ظل سعي المغرب لتعزيز حضوره الثقافي الدولي، تبدو الحاجة ملحّة لإعادة الاعتبار لهؤلاء الفنانين الذين يشكّلون جسراً حيوياً بين الداخل والخارج، وتوفير مناخ يُحتضن فيه الإبداع بإنصاف وشفافية، بعيداً عن الزبونية والعلاقات الضيقة التي تضعف إشعاع الفن المغربي الأصيل.




Sorry Comments are closed