أحمد ساج لوموند24
رغم أن طنجة توصف بـ”المدينة المونديالية”، إلا أن حي الخرب 2 الواقع تحت نفوذ مقاطعة مغوغة، يعيش على هامش التنمية، ويكابد ساكنوه يوميًا ظروفًا قاسية بسبب غياب أبسط شروط العيش الكريم.
في هذا الحي، الذي تسكنه عشرات الأسر منذ عقود، لا وجود لماء صالح للشرب، ولا شبكة كهرباء، ولا تطهير سائل، كما أن الطرقات غير معبدة، وهو ما يجعل الحياة اليومية معاناة مستمرة لسكان المنطقة.
وتضيف شهادات من عين المكان أن الأمور تفاقمت بعد إغلاق المركز الصحي الوحيد بالمنطقة، الذي تحول إلى فضاء مهجور يرتاده مهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء، مما حرم السكان من الحق في الولوج إلى العلاج، في مخالفة واضحة لمقتضيات القانون الإطار 06.22 المتعلق بالمنظومة الصحية.
سيدة تقطن الحي منذ أكثر من 40 سنة صرّحت بأن شركة التدبير المفوض “أمانديس” بدأت مؤخرًا في نزع عدادات الكهرباء وفرض غرامات باهظة تتجاوز 30 ألف درهم، إلى جانب مطالبة الأسر بمبالغ خيالية تناهز مليون سنتيم لكل عمود كهربائي يُطلب تركيبه، في مشهد يبدو منفصلًا عن واقع القدرة الشرائية للمواطنين.
وتزامنًا مع موجة الحر الشديدة، وجد سكان الحي أنفسهم في مواجهة أزمة عطش حقيقية. فالماء لا يصلهم، ما يضطرهم إلى التنقل يوميًا لملء خزانات مغلقة “سيتيرنات”، في مشهد يومي يذكر بمناطق تعيش خارج الزمن. أما الاستحمام والتنظيف، فمرتبطان ببئر مكشوفة غير آمنة، تشكل بدورها خطرًا على الأطفال.
ويحذر السكان من وجود بحيرة مهجورة في المنطقة، أصبحت نقطة جذب خطيرة للأطفال، بسبب غياب مسابح أو مرافق ترفيهية، مما يهدد حياتهم في حال السباحة فيها.
المفارقة الكبرى، حسب تصريحات السكان، تكمن في المقارنة بين حي الخرب 2 وقرية بني واسين المجاورة، التابعة لجماعة البحراويين بإقليم الفحص أنجرة، حيث تتوفر الأخيرة على طرقات مهيأة وشبكة للماء والكهرباء، في احترام تام لما يكفله الفصل 31 من الدستور الذي يضمن للمواطنين الحق في الماء، والصحة، والعيش الكريم.
ورغم توجيه العديد من النداءات إلى مجلس جماعة طنجة، ومقاطعة مغوغة، وعمالة طنجة-أصيلة، فإن صوت السكان ما يزال يواجه جدار الصمت. وبين انتظار التدخل الرسمي ومحاولات أبناء الحي التطوعية لسد الخصاص، يشعر السكان أنهم يعيشون في “جزيرة منسية” داخل مدينة يُفترض أنها واجهة مغربية على البحرين.