في خضم الجدل الذي أثارته تقارير إعلامية وسياسية في إسبانيا بشأن ما اعتُبر إغلاقًا أحاديًا من طرف المغرب للمعابر الجمركية مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، خرج وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لتفنيد هذه الادعاءات ووضع حد للتأويلات المغرضة.
وفي تصريحات من مدينة سانتاندير، أوضح ألباريس أن المعابر الجمركية لم تُغلق بصفة نهائية، مشيرًا إلى أن القرار المؤقت المتعلق بتقليص أو تعليق حركة البضائع تم بالتنسيق الكامل مع السلطات المغربية، وذلك في إطار إعطاء الأولوية لعبور المسافرين خلال فترة “عملية مرحبا”.
وأكد الوزير الإسباني أن التنسيق بين الجانبين لا يزال مستمرًا، سواء عبر وزارتي الخارجية أو الداخلية، مشددًا على أن أي قرار نهائي بإغلاق الجمارك “غير وارد إطلاقاً”، ولا يمكن اتخاذه تحت أي ظرف. وأبرز أن التواصل قائم بين مصالح الجمارك في البلدين لضمان سلاسة في حركة البضائع والأشخاص على حد سواء.
كما انتقد ألباريس الأصوات التي تحاول تضليل الرأي العام الإسباني من خلال الترويج لفكرة الإغلاق الدائم للمعابر، واصفًا هذه المواقف بأنها نابعة إما من سوء فهم أو من رغبة مقصودة في التشويش على مسار العلاقات المتقدمة بين الرباط ومدريد.
وفي موضوع منفصل، تناول الوزير الإسباني الموقف الأوروبي من الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتمد أسلوب “الوحدة والتفاوض” في التعامل مع إدارة الرئيس ترامب، مع التأكيد على أن الدفاع عن مصالح الأوروبيين سيظل أولوية، وإن تطلّب الأمر اتخاذ إجراءات مضادة.
وتحمل تصريحات ألباريس بشأن المعابر الجمركية مع المغرب رسالة سياسية موجهة بالأساس إلى الداخل الإسباني، وخصوصًا إلى بعض الجهات الحزبية التي دأبت على توظيف أي تطور بسيط في العلاقة الثنائية لتأجيج التوتر. وتؤكد هذه التصريحات مجددًا التزام الحكومة الإسبانية بالخيار الاستراتيجي المتمثل في الشراكة المتينة مع المغرب، التي تعززت منذ إعلان مدريد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية في أبريل 2022.




Sorry Comments are closed