امتحان باللغة الفرنسية يثير عاصفة من الانتقادات ضد وزارة التربية الوطنية

Admin Admin30 مايو 2025Last Update :
امتحان باللغة الفرنسية يثير عاصفة من الانتقادات ضد وزارة التربية الوطنية

تلاحق وزارة التربية الوطنية المغربية موجة من الانتقادات عقب الخطأ الذي شاب امتحان مادة اللغة الفرنسية ضمن الامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك البكالوريا بجهة مراكش آسفي. الحادث، الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التربوية والإعلامية، سلّط الضوء من جديد على واقع المنظومة التعليمية بالمغرب، والتحديات المرتبطة بجودة المحتوى وتدبير الامتحانات الإشهادية.

تفجّرت القضية بعدما اكتشف أساتذة ومراقبون أن نص الامتحان يتضمن مقطعاً مركباً يجمع بين سطرين من رواية “صندوق العجائب” (La boîte à merveilles) للكاتب المغربي أحمد الصفريوي، ضمن سياق مقتبس من رواية “اليوم الأخير لمحكوم بالإعدام” (Le dernier jour d’un condamné) لفيكتور هوغو. الجمع بين العملين، دون أي تمييز أو تنبيه، خلق ارتباك لدى التلاميذ وشكوكا حول كفاءة اللجنة بإعداد الامتحان.

لم يتأخر رد الفعل طويلاً، إذ عبّر عدد من الأساتذة عن استيائهم مما وصفوه بـ”الخطأ الكارثي”، معتبرين أنه يمس بمصداقية الاختبارات الرسمية. أما أولياء الأمور، فقد أبدوا قلقهم من تأثير هذا النوع من الأخطاء على التحصيل الدراسي لأبنائهم وعلى شعورهم بالثقة في المؤسسة التربوية.

ويشير البعض إلى أن هذا الحادث ليس معزولاً، بل يعكس إشكالية أعمق تتعلق بضعف المراقبة والمراجعة الدقيقة للامتحانات قبل اعتمادها، خاصة في مواد تُعتبر محورية في المسار الدراسي للمتعلمين.

إلى جانب الخطأ النصي، أعاد الحادث النقاش حول مكانة اللغة الفرنسية في التعليم المغربي، خاصة في ظل المطالب المتزايدة بإعادة الاعتبار للغتين العربية والأمازيغية، مقابل ما يعتبره البعض “هيمنة غير مبررة” للغة موليير على المواد العلمية والأدبية في آنٍ واحد.

ففي وقت تُعاني فيه فئات واسعة من التلاميذ من ضعف في فهم واستيعاب اللغة الفرنسية، تطرح مسألة اعتمادها كلغة تقييم رسمي في الامتحانات تساؤلات حول العدالة اللغوية وتكافؤ الفرص بين المتعلمين.

في ظل هذا السياق، تتعالى الأصوات المطالبة بفتح تحقيق رسمي لتحديد المسؤوليات، مع الدعوة إلى مراجعة آليات إعداد الامتحانات بشكل أكثر احترافية وصرامة. كما يدعو العديد من المهتمين بالشأن التربوي إلى إعادة النظر في السياسة اللغوية التعليمية، بما يضمن مصلحة التلميذ أولاً، ويراعي خصوصية الهوية الوطنية والتحديات المستقبلية لسوق الشغل.

حادثة امتحان اللغة الفرنسية، رغم كونها تقنية في ظاهرها، إلا أنها تعكس أزمة أعمق تعاني منها المدرسة المغربية. أزمة تتعلق بالجودة، بالمحاسبة، وباختيارات كبرى يجب أن تكون محل حوار وطني هادئ ومسؤول. لأن مستقبل الأجيال لا يحتمل الأخطاء العشوائية، ولا السياسات المرتجلة.

 

Comments

Sorry Comments are closed

Type a small note about the comments posted on your site (you can hide this note from comments settings)
    Breaking News