أسطورة الجمباز أوكسانا تشوسوفيتينا.. خمسون عامًا من الإصرار وحلم أولمبياد تاسع

محمد اليوسفي24 أغسطس 2025Last Update :
أسطورة الجمباز أوكسانا تشوسوفيتينا.. خمسون عامًا من الإصرار وحلم أولمبياد تاسع

سلمى كتوبي لوموند24

ما تزال البطلة الأوزبكية أوكسانا تشوسوفيتينا تكتب فصولًا استثنائية في عالم الجمباز، رافضةً الاستسلام لعامل العمر، حيث تسعى وهي في الخمسين من عمرها للتأهل إلى أولمبياد لوس أنجلوس 2028، الذي قد يكون تاسع محطة أولمبية في مسيرتها الممتدة لأكثر من ثلاثين عامًا، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست.

في يونيو الماضي، وبعد يوم واحد فقط من احتفالها بعيد ميلادها الخمسين، خطفت الأنظار في كأس التحدي العالمية بطشقند بعدما نفذت قفزة بهلوانية مذهلة حصدت بها الميدالية الفضية، ثم توّجت بذهبية في بطولة باكو بأداء شبه مثالي أثار ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

منذ بدايتها في الثمانينيات باسم الاتحاد السوفييتي، جمعت تشوسوفيتينا سجلًا مذهلًا يضم ثماني مشاركات أولمبية، بينها ذهبية في برشلونة 1992 وفضية في بكين 2008، إضافة إلى عشرات الميداليات العالمية، كما ارتبط اسمها بخمس حركات فنية تحمل توقيعها. ورغم معاناتها من إصابات متكررة وجراحات عديدة، تواصل تدريباتها اليومية بإصرار لافت، مؤكدة أن “العمر مجرد رقم، وما يحدد الاستمرار هو الرغبة والقدرة”.

رحلتها الرياضية تقاطعت مع محنة شخصية صعبة حين شُخص ابنها عليشر بسرطان الدم عام 2002، وهو ما دفع العائلة للانتقال إلى ألمانيا لتلقي العلاج. ولتغطية نفقاته الباهظة، واصلت أوكسانا التنافس باسم ألمانيا، مؤكدة أن “الجمباز أنقذ حياة ابنها”. وبعد سنوات من العلاج، أعلن الأطباء شفاءه التام في 2008، العام نفسه الذي توّجت فيه بفضية أولمبياد بكين.

اليوم، وبينما يتابع ابنها دراسته الجامعية في كولونيا، تدير تشوسوفيتينا أكاديمية تحمل اسمها في طشقند وتشرف على تدريب عشرات الأطفال، دون أن تتخلى عن حلمها الكبير في بلوغ الأولمبياد التاسع.

رحلة أوكسانا تجسد مزيجًا فريدًا من الموهبة، الإصرار، والإيمان، وتجعل منها أيقونة تتجاوز حدود الرياضة لتلهم أجيالًا كاملة. وكما تقول بابتسامة واثقة:

“لا أفكر في الاعتزال.. أحب ما أفعله، وكل يوم في صالة التدريب هو بداية جديدة.”

 

 

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News